راتب حكيم زياش مع الوداد البيضاوي.. صفقة القرن أم مغامرة مالية جريئة؟

23/10/2025 الفاسبوت59 الساعة 20.31

راتب حكيم زياش مع الوداد البيضاوي

في واحدة من أكثر الصفقات إثارة في تاريخ البطولة الاحترافية المغربية (البطولة برو)، أعلن نادي الوداد الرياضي البيضاوي عن تعاقده مع النجم المغربي حكيم زياش، بعد مفاوضات طويلة بدأت في فرنسا بين رئيس النادي هشام آيت منا ووكيل اللاعب كريم الأحمدي.

لكن وراء هذه الصفقة التاريخية يختبئ ملف مالي ضخم، يتصدره راتب حكيم زياش مع الوداد الذي يُعتبر الأعلى في تاريخ الكرة المغربية، إذ تشير المصادر إلى أنه سيتقاضى 2.5 مليون درهم شهريًا، أي ما يعادل تقريبًا 30 مليون درهم سنويًا (حوالي 2.7 مليون يورو).

انتقالات حكيم زياش

 من تشيلسي إلى الوداد.. رحلة نجم عالمي نحو العودة للوطن

قبل انتقاله إلى الوداد البيضاوي، كان زياش يعيش مسارًا مليئًا بالتقلبات:

• في نادي تشيلسي الإنجليزي، كان راتبه السنوي يتجاوز 6 ملايين يورو.
• ثم انتقل إلى غلطة سراي التركي بعقد قدره حوالي 2.8 مليون يورو سنويًا.
• وبعد تجربة قصيرة في الدحيل القطري، قُدّر عقده بـ 5 ملايين دولار سنويًا.

وبعد فسخ عقده مع النادي القطري، تلقى عدة عروض من أندية أوروبية وعربية، لكنه اختار العودة إلى المغرب مدفوعًا بـ«مشروع رياضي طموح» ورغبة في ختام مسيرته بين جماهيره.

تفاصيل راتب حكيم زياش 

 تفاصيل الراتب: 2.5 مليون درهم شهريًا.. رقم غير مسبوق في البطولة المغربية

المصادر المقربة من المفاوضات تؤكد أن الوداد الرياضي قدم عرضًا يقدر بـ 2.5 مليون درهم شهريًا، أي ما يعادل حوالي 250 ألف يورو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البطولة برو.
بذلك، يتجاوز زياش كل اللاعبين المغاربة الذين عادوا إلى الدوري المحلي في السنوات الأخيرة مثل نور الدين أمرابط ويونس عبد الحميد.

ورغم أن هذا الراتب يبدو أقل بكثير مما كان يتقاضاه في أوروبا، إلا أنه يُعتبر أعلى راتب في تاريخ الوداد والبطولة المغربية، ما يعكس المكانة الخاصة التي يحظى بها اللاعب على الصعيدين الرياضي والتسويقي.

 لماذا دفع الوداد هذا المبلغ الضخم لزياش؟

1. القيمة التسويقية والإعلامية

عودة نجم عالمي بحجم زياش تُعد استثمارًا كبيرًا في صورة النادي. فالصفقة رفعت من نسب المتابعة الإعلامية والجماهيرية، وجعلت الوداد حديث الصحافة الإفريقية والعربية.

2. المشروع الرياضي الطموح

الوداد يسعى إلى استعادة بريقه القاري بعد تراجع نتائجه، وزياش يُعتبر حجر الأساس في مشروع النادي الجديد، الذي يهدف للفوز بـ دوري أبطال إفريقيا مجددًا وبناء فريق منافس في القارة.

3. الرمزية الوطنية

بالنسبة لزياش، العودة إلى الوطن ليست قرارًا ماليًا فقط، بل خطوة رمزية نحو رد الجميل للجماهير المغربية. اللاعب كان دائمًا رمزًا للفخر الوطني، وارتداء قميص الوداد يمثل بالنسبة له نهاية مشرفة لمسيرته في الملاعب.

️ بين الواقع والطموح.. التحديات التي تواجه الصفقة

رغم الحماس الكبير الذي رافق الإعلان عن الصفقة، إلا أن هناك عدة تساؤلات قانونية وطبية قد تعرقل مشاركته السريعة.

 الحالة البدنية لزياش

منذ رحيله عن غلطة سراي، عانى زياش من عدة إصابات متكررة على مستوى الركبة، وغاب عن الملاعب لأكثر من أربعة أشهر. هذه السوابق الطبية كانت سببًا في فشل بعض صفقاته السابقة مع أندية مثل النصر السعودي وكلوج الروماني، حيث تم التشكيك في نتائج فحوصاته.

📄 الإشكال القانوني: هل يمكن تسجيله الآن؟

قانون الاتحاد المغربي لكرة القدم (FRMF) يمنع تسجيل اللاعبين خارج فترات الميركاتو، إلا في حالات استثنائية.
بما أن زياش لاعب حر، قد يسمح له الاتحاد بالتسجيل قبل يناير 2026، لكن القرار النهائي يبقى في يد اللجنة التنفيذية للجامعة التي يمكنها منح استثناء خاص في «الظروف المميزة».

 التحليل المالي: هل يتحمل الوداد هذا الراتب فعلاً؟

راتب حكيم زياش البالغ 2.5 مليون درهم شهريًا يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على ميزانية النادي. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن الوداد يسعى لتعويض التكلفة عبر:

• رعاية جديدة وشركاء تجاريين مستعدين للاستثمار في صورة النادي.
• زيادة مبيعات القمصان التي تحمل اسم زياش.
• حقوق البث والإعلانات التي ترتفع تلقائيًا بوجود نجم عالمي في الدوري.

من هذا المنطلق، يمكن اعتبار الصفقة استثمارًا استراتيجيًا أكثر منها مجازفة مالية، خصوصًا إذا نجح زياش في قيادة الفريق نحو التتويجات القارية.

 زياش في الوداد: قيمة مضافة فنية أم ازدواجية مراكز؟

على المستوى الفني، زياش يملك قدمًا يسرى ساحرة ورؤية لعب استثنائية، لكن تساؤلات تُطرح حول مدى حاجـة الوداد للاعب في مركزه، خاصة في ظل وجود نور الدين أمرابط وستيفان عزيز كِي وبيدرينيو.
إقحام زياش قد يفرض تغييرات تكتيكية على المدرب، وربما يؤدي إلى منافسة داخلية شرسة على المراكز الهجومية.

 بين المجد والمخاطرة: هل تكون صفقة زياش نقطة تحول في البطولة برو؟

العودة المرتقبة لحكيم زياش إلى البطولة الاحترافية المغربية تمثل لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم الوطنية.
لكن النجاح الفعلي للصفقة سيتوقف على:

• جاهزيته البدنية بعد أشهر من الغياب،
• مدى انسجامه مع المجموعة،
• ونتائج الفريق على الصعيدين المحلي والإفريقي.

في حال تألقه، قد نشهد بداية مرحلة جديدة من الاحتراف في البطولة المغربية، تجذب نجومًا آخرين من أوروبا للعودة إلى الوطن.

اقرأ أيضا 

• حكيم زياش الوداد البيضاوي: تفاصيل الصفقة التاريخية وعودة الساحر المغربي إلى البطولة المغربية