GenZ212 بين CAN 2025 ومونديال 2030: شباب المغرب بين الغضب الاجتماعي والحلم الكروي
في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 (CAN 2025) ثم كأس
العالم 2030 (Mondial 2030)، تبرز أصوات من Génération Z
– GenZ212 تعبّر عن غضب اجتماعي مشروع، خاصة في ما يتعلق بالمنظومتين الصحية والتعليمية.
لكن، بالموازاة مع ذلك، يحقق شباب آخر من نفس الجيل انتصارات رياضية لافتة، مثل
فوز أشبال الأطلس
U20 على إسبانيا 2-0 في مونديال الشيلي.
غضب اجتماعي مشروع GenZ212
خلال الأسابيع الأخيرة، قاد شباب GenZ212 وقفات احتجاجية للتنديد بضعف الخدمات الصحية، بعد حوادث
مأساوية شهدتها مستشفيات المغرب، أبرزها في أكادير حيث توفيت ثماني نساء أثناء
الولادة في ظرف أسبوع. هذه المأساة فجّرت نقاشا حادا حول تردي البنية التحتية الصحية
وغياب الإصلاح الجاد في قطاع يُفترض أن يحمي الأرواح.
جيل
Z في المغرب، المولود بين 1995 و2010، يرفض الانخراط في الصراعات الحزبية أو
الولاءات السياسية التقليدية. أولوياته واضحة: تعليم فعّال، صحة في المتناول،
وعدالة اجتماعية تحفظ الكرامة.
CAN 2025 et Mondial 2030: استثمار في المستقبل
بعض الشعارات التي ظهرت خلال المظاهرات دعت إلى مقاطعة كأس أمم إفريقيا
2025 ورفض تنظيم مونديال 2030. غير أن هذه الدعوات، حسب خبراء، تمثل
سوء فهم لحقيقة هذه المشاريع. فالتنظيم لا يُهدر موارد الدولة، بل يفرض استثمارات
ضخمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
على سبيل المثال، يفرض دفتر شروط FIFA لمونديال 2030 إنشاء شبكة طبية متطورة، تشمل:
·
تكوين أطر صحية متخصصة.
·
تجهيز مراكز استشفائية مرجعية.
·
إحداث مركز وطني للطب الرياضي داخل الملعب
الكبير الحسن الثاني بالدار البيضاء.
هذه المنشآت لن تخدم كرة القدم فقط، بل ستظل إرثا صحيا واجتماعيا يستفيد منه
المغاربة لعقود.
GenZ212: بين الملاعب والشارع
في نفس عطلة نهاية الأسبوع، أبانت GenZ212 عن وجه آخر مشرف، حين قاد أشبال الأطلس (U20) المنتخب
المغربي لفوز تاريخي على إسبانيا 2-0 بمونديال الشيلي. هذا الانتصار الرمزي يعكس
أن الجيل نفسه، الذي يطالب بالإصلاح الاجتماعي، قادر أيضا على صناعة المجد الكروي.
لكن التحدي الأكبر يكمن في أن تحافظ هذه الحركة الشبابية على استقلاليتها بعيدا عن أي استغلال سياسي، وأن توازن بين الضغط من أجل إصلاحات اجتماعية ملموسة والمساهمة في إنجاح مشاريع كبرى مثل CAN 2025 وMondial 2030.
المغرب اليوم أمام مفترق طرق: جيل جديد، GenZ212، يرفع شعار الكرامة الاجتماعية
والعدالة، فيما البلد يستعد لتنظيم أكبر الأحداث الكروية في العالم. وبين
الاحتجاجات والانتصارات، يتضح أن هذا الجيل لا يكتفي بالمطالبة، بل يساهم بالفعل
في صناعة صورة مغرب جديد: بلد يجمع بين الإصلاح الداخلي والطموح العالمي.