تعرف على أهداف الرياضة المدرسية في المغرب وسبل نجاحها 

08/01/2024 الفاسبوت59 الساعة 11.34

لقد جعل المغرب دائما الرياضة المدرسية أولوية. لكنه وضع في السنوات الأخيرة طموحات أكبر في هذا القطاع، تهدف مديرية النهوض بالرياضة والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية إلى السماح لكل تلميذ بممارسة نشاط رياضي من اختياره.

أسباب اختيار الاستثمار في الرياضة المدرسية

ان من بين الأسباب التي جعلت الدولة المغربية الاستثار في الرياضة،  هو التحصين ضد السلوك غير اللائق، التربية الصحية، التنمية الفكرية، الإدماج، الروح الجماعية، اللعب النظيف...

هناك فوائد عديدة للممارسة الرياضية للطلاب، ولفهم تحديات الرياضة المدرسية، التقت صحيفة "لو ماتان" باللاعبين الناشطين في هذا القطاع.

المزيد من الممارسين والمزيد من التخصصات الرياضية في المدرسة. وهذا هو الطموح الذي أبداه عبد السلام ميلي، مدير التنشيط الرياضي بوزارة التربية الوطنية والحضانة والرياضة.

 ويؤكد السيد ميلي أن العديد من الدراسات التي أجريت في الخارج وفي المغرب تظهر أن للرياضة فوائد لا تقدر بثمن ليس فقط على جسم الطالب، بل أيضا على توازنه النفسي والعقلي، وكذلك على أدائه الأكاديمي، ويوضح قائلاً: "كلما مارسنا الرياضة أكثر، انخفض معدل الهروب من المدارس وزاد نجاح الطلاب".

وإدراكا لهذه القضايا، جعل المغرب تطوير الرياضة المدرسية إحدى أولوياته بهدف إضفاء الطابع الديمقراطي على ممارسة الرياضة في المملكة: “طموحنا هو أن يمارس كل طالب الرياضة التي يختارها. نريد تدريب الطلاب المكتملين جسديًا وفكريًا وعاطفيًا،» يؤكد السيد ميلي.

ثمانية ملايين يمارسون الرياضة المدرسية

وفقًا لقسم الترويج الرياضي، هناك 8 ملايين طالب يمارسون الرياضة لمدة ساعتين على الأقل أسبوعيًا، يقول هذا المسؤول عن التخصص: "التربية البدنية والرياضية هي مادة إلزامية في المدرسة، مثلها مثل المواد الأخرى". وبحسب مديرية النهوض بالرياضة، تمارس حاليا ما بين 35 إلى 40 رياضة في المدارس المغربية عبر كامل التراب الوطني. لكن الرياضات الكلاسيكية مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة وألعاب القوى هي التي تحظى بالمزيد من الحماس، مع العلم أنه في الآونة الأخيرة هناك اتجاه نحو الرياضات الشبابية.

 بالإضافة إلى PE، هناك أيضًا ASS (اتحاد الرياضة المدرسية)، وهو في الواقع امتداد للتربية البدنية. "إن اتحاد الرياضة المدرسية هو امتداد لـ EPS الذي يحافظ على بعض الطلاب في هذه الرياضة أو تلك من خلال السماح لهم بممارسة أكثر اتساقًا داخل الاتحادات الرياضية.

 ويأتي اهتمام الجمعية بدورها في اكتشاف المواهب التي ستشارك في المنافسات التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية. المسابقات المحلية والإقليمية والوطنية والدولية. تعتبر ASS الإطار الأمثل لاكتشاف المواهب، تمهيداً لدمجهم في الأندية».

50 مسابقة رياضية سنوية وحاضنة لاكتشاف المواهب المدرسية

التحدي الرئيسي الآخر في الرياضة المدرسية بالمغرب هو بلا شك اكتشاف المواهب الشابة التي ستغذي الأندية والاتحادات الرياضية.

 وللفوز بهذا الرهان، تنظم مديرية ترقية الرياضة المدرسية سنويا أكثر من 50 مسابقة محلية وإقليمية ووطنية وأحيانا دولية.

وقال المسؤول عن القطاع

 "لقد بدأنا بستة مسابقات، قبل أن نصل إلى 40 مسابقة والآن أكثر من 50 مسابقة سنويًا. ويشارك في هذه الفعاليات أكثر من 10.000 طالب رياضي بحضور خبراء من الأندية والاتحادات الذين يأتون لاكتشاف الجواهر النادرة في جميع التخصصات الرياضية.

 المدرسة هي بوتقة تنصهر فيها الأبطال. علاوة على ذلك، ظل المغرب متألقا دائما في الألعاب الرياضية المدرسية على المستوى القاري والدولي.

ميزانية الريضاة المدرسية في المغرب

ميزانية محدودة قدرها 20 مليون درهم لتشجيع ممارسة الرياضة بالمدرسة

وحتى لو كان الاتحاد الملكي المغربي للرياضة المدرسية هو بلا شك أكبر اتحاد يضم 8 ملايين "مرخص"، فإن موارده تظل محدودة للغاية. وتستفيد الاتحادية من منحة سنوية من وزارة التربية الوطنية تبلغ حوالي 12 مليون درهم. ويضاف إلى هذا المبلغ 10% من مساهمات الطلبة، والتي تقدر بحوالي 8 ملايين درهم. ولا تزال الأرقام غير كافية، نظرا للعدد الكبير من ممارسيها، وخاصة الرغبة في إضفاء الطابع الديمقراطي على ممارسة الرياضة في المدارس.

مشاكل الرياضة المدرسية بالمغرب

وعلى الرغم من حسن نوايا وزارة التربية الوطنية والاتحاد، لا تزال هناك معوقات عديدة تعيق دمقرطة الرياضة المدرسية، ترتبط القيود بكل من الحمل الزائد للجدول الزمني، غالبًا مع البرمجة التربية البدنية والرياضة في أوقات غير مناسبة، عادة في نهاية اليوم، بعد ساعات طويلة من الدراسة، مع عدم وجود مرافق رياضية في المؤسسات الريفية. يضاف إلى ذلك نقص مؤهلات أعضاء هيئة التدريس المخصصين للتربية البدنية. بشكل عام، يكون مدرس مادة أخرى هو المسؤول عن إدارة ساعات التربية البدنية.

واليكم الحوار الذي أجرته صحيفة لوماتان مع عبد السلام ميلي مدير التنشيط الرياضي: “8 مليون طالب يمارسون التربية البدنية والرياضية”

لوماتان: ماذا تتوقعون بشكل ملموس من الرياضة المدرسية؟

عبد السلام ميلي: في الواقع، نحن ننتظر ما تنتظره العائلات المغربية. نريد من كل طالب أن يمارس الرياضة التي يختارها. المدرسة هي المكان الذي يستطيع فيه كل طالب ممارسة الرياضة التي يفضلها.

 الهدف هو ضمان تنمية جسم الطالب وعقله من خلال ضمان نجاحه في المدرسة. الرياضة المدرسية تجعل الطالب محور اهتمامها. حاليًا، نلعب ما بين 35 إلى 40 رياضة في المدرسة. لقد حاولنا إضفاء الطابع الديمقراطي على ممارسة الرياضة من خلال الانفتاح على التخصصات الأخرى.

كم عدد التلاميذ المنخرطين في الرياضة المدرسية بالمغرب؟

لدينا 8 ملايين طالب يمارسون التربية البدنية والرياضة مادة إلزامية. يمارس الطلاب ما لا يقل عن ساعتين من التربية البدنية والرياضة في الأسبوع. يهدف EPS إلى تدريب الفرد الذي يتم إشباعه جسديًا وفكريًا وعاطفيًا. لدينا أيضًا جمعية الرياضة المدرسية (ASS) وهي امتداد للتربية البدنية. ولذلك توفر ASS امتدادًا وتحافظ على بعض الطلاب في هذه الرياضة أو تلك من خلال السماح لهم بممارسة أكثر اتساقًا داخل الاتحادات الرياضية. ويأتي اهتمام الجمعية بدورها في اكتشاف المواهب التي ستشارك في المنافسات التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية. المسابقات المحلية والإقليمية والوطنية.

كم عدد المسابقات التي تنظمونها سنويا؟

بدأنا بستة مسابقات، ثم وصلنا إلى 40 وحالياً لدينا أكثر من 50 مسابقة سنوية. لقد تم بذل جهد هائل على المستوى الإقليمي وعلى مستوى المدرسة. وهذا يزيد من عدد المشاركين في المسابقات المدرسية. كان لدينا 2000 مشارك في المسابقات المدرسية المحلية والإقليمية والوطنية، ولدينا حاليًا 10000 مشارك.

حدثنا عن قطاعات الدراسات الرياضية؟

ويندرج إحداث قطاعات “الدراسات الرياضية” في إطار الاتفاقية الإطارية الموقعة يوم 17 سبتمبر 2018 أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكان توقيع هذه الاتفاقية بمثابة نقطة الانطلاق الرسمية لقطاعات "الدراسات الرياضية". لقد بدأنا هذه التجربة بمنشأتين: إحداهما في الدار البيضاء والأخرى في طنجة. بدأنا بـ 160 طالبًا.

حاليا، لدينا 7240 طالبا منتشرين في جميع مناطق المغرب. يوجد في المغرب أكثر من 50 مؤسسة "للدراسات الرياضية" تقدم أكثر من 30 تخصصا رياضيا. ولم يعد الطلاب الذين يتابعون دورات الدراسات الرياضية ينقطعون عن المدرسة كما كان من قبل. إنهم في المجتمع ويتشاركون نفس الاهتمامات ونفس الدوافع.

الرياضة المدرسية في أرقام

• 8 ملايين: هذا عدد التلاميذ الذين يمارسون الرياضة في المدارس المغربية. وهو رقم يجعل من الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية أكبر اتحاد رياضي في المغرب.

• يتم ممارسة ما بين 35 إلى 40 رياضة في المدرسة.

• يشارك 10.000 تلميذ سنويا في المنافسات المحلية والجهوية والوطنية التي تنظمها الجامعة المغربية للرياضة المدرسية.

• 20 مليون درهم: هذه هي الميزانية السنوية المخصصة لترقية الرياضة المدرسية منها 12 مليون درهم كدعم من وزارة التربية الوطنية.

• من 160 تلميذا سنة 2018، أصبح عدد تلاميذ قطاعات الدراسات الرياضية 7240 تلميذا، منهم 193 في المدرسة الثانوية الرياضية عين السبع.

• 12/20: هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يتوفر لدى الطالب للالتحاق بالمدرسة الثانوية الرياضية عين السبع، بالإضافة إلى انتمائه إلى نادٍ أو رابطة وطنية أو اتحاد رياضي.

الدراسات الرياضية: الثانوية الرياضية بعين السبع تجربة رائدة أثبتت نفسها

انطلقت قطاعات الدراسات الرياضية بالمغرب في سبتمبر 2018، وتحديدا بعد التوقيع على الاتفاقية الإطارية أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل وزير التربية الوطنية ووزير الشباب والرياضة. بدأت التجربة مع مؤسستين على المستوى الوطني، وهما المدرسة العليا للرياضة بعين السبع ومدرسة طنجة التي تضم 160 تلميذا.

 ثم تم تكرار هيكلين تجريبيين على المستوى الوطني. وارتفعت قوة العمل في قطاعات الدراسات الرياضية من 267 بينهم 90 فتاة عام 2019 إلى أكثر من 6138 بينهم 2046 فتاة خلال عام 2022-2023. وعلم أن هذا الرقم ارتفع إلى 7240 طالبا خلال موسم 2023-2024  مع عبد السلام ميلي مدير التشجيع الرياضي. وارتفع عدد المنشآت من 2 عام 2018 إلى أكثر من 50 منشأة هذا الموسم.

ثانوية عين السبع الرياضية، بوتقة الأبطال

تقع المدرسة الثانوية الرياضية عين السبع تحت إشراف وزارة التربية الوطنية، وتخدم الاتحادات الرياضية والرابطات الوطنية والأندية الرياضية. كما وقعت مدرسة الليسيه أيضًا العديد من اتفاقيات الشراكة مع العديد من اللاعبين الرياضيين في بلدنا (FRMF، FRMVB، FRMN، FRMBB، وما إلى ذلك). بشكل عام، الطلاب الذين يدخلون هذه المؤسسة لديهم القدرة على أن يصبحوا أبطال المستقبل. وبحسب محمد المهبوبي، مدير ثانوية عين السبع الرياضي، فإنه يتم قبول التلاميذ المنتسبين إلى اتحاد أو رابطة وطنية أو ناد رياضي، الحاصلين على الرخصة والحاصلين على معدل مساو أو أعلى، في المدرسة الثانوية في الساعة 12/. 20.

بالنسبة لمحمد المهبوبي، مدير الليسيه، المؤسسة هي مؤسسة متميزة تقوم بالتناوب بين الدروس والتدريب. ومع وجود مرافق رياضية عالية الجودة وطاقم تدريب تحت تصرفهم، بدأ طلاب المدارس الثانوية بالفعل في التألق في المسابقات الوطنية والقارية. ولم يغفل محمد المهبوبي عن تسليط الضوء على أداء منتخب السيدات لكرة السلة المتوج بطلا للمغرب ونائب بطل أفريقيا والمؤهل لبطولة العالم. كما حصل أيضًا على تنويه خاص لفريق الكرة الطائرة بالمدرسة الثانوية الذي أصبح جوهر المنتخب الوطني تحت 17 عامًا.

مشروع رياضة وتربية 

وبفضل تعديلات الجدول الزمني، يتناوب الطلاب بين المدرسة في الصباح والتدريب في فترة ما بعد الظهر. وفي هذا الصدد، يوضح محمد المهبوبي أن اليوم النموذجي في المدرسة الثانوية يبدأ في الصباح الباكر حيث تبدأ الدراسة في الساعة الثامنة صباحًا وتستمر حتى الساعة الواحدة ظهرًا. وبعد استراحة لمدة ساعتين، يتدرب الطلاب حتى الساعة 6 مساءً. ومن الساعة 7:30 مساءً، يتناول الطلاب وجبة العشاء ويعودون إلى الفصول الدراسية لجلسات الدراسة قبل النوم في الساعة 10 مساءً. ويسجل حاليا 193 طالبا رياضيا بالمدرسة الثانوية في الرياضات الجماعية والفردية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، السباحة، التنس، الجودو، التايكوندو وغيرها). وبالنظر إلى الأداء الأكاديمي والرياضي لطلبة المدارس الثانوية، ارتفع عدد المشاركين من 110 عام 2018 إلى 193 هذا العام.